هونر - منحة خلق فرص عمل في إقليم كوردستان


أربيل، 17أيلول (سبتمبر) 2020 - "دائماً ما كنت أشعر بعدم الارتياح والخجل من طلب المال من والدي، فأشقائي الأربعة جميهم تلاميذ. كان والدي المعيل الوحيد للأسرة". ولد هونار، البالغ من العمر 24 عاماً، ونشأ في ناحية خورمال في محافظة حلبجة، إقليم كردستان العراق، حيث حصلت مجزرة مروعة عام 1988. كان هونر الأكبر بين خمسة، ثلاث شقيقات وشقيق واحد. والدته ربة منزل، ويملك والده محلاً صغيراً لبيع قطع غيار السيارات.

 

رغم قلة الموارد المالية، حرص ذوو هونر على تعليم أولادهم. وتخرّج هو من جامعة صلاح الدين في أربيل عام 2018.

 

"حين كنت في المدرسة، مررنا في ظروف صعبة، خصوصاً مادياً"، قال هونر. "أحياناً، كان والدي يكسب  25ألف دينار عراقي يومياً (21 دولاراً أميركياً). ولم يكن هذا كافياً لإعالة أسرة من سبعة أفراد".

 

بقي هونر عاطلاً عن العمل لنحو سنة بعد تخرجه. قدّم طلبات على وظائف عدة. لكن محاولاته لم تنجح حتى 1  آذار (مارس) 2020، حين وصله رد من وكالة "ستار ألاينس" للسفر. بعد فترة وجيزة، باشر العمل كمحاسب في فرع الشركة في أربيل. وقد تمكنت الشركة من توظيفه مع سبعة آخرين بعد تلقي منحة قيمتها 46,600 دولار أميركي من مشروع المنح، "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق". يموّل المشروع الصندوق الاستئماني الإقليمي الأوروبي "مدد"، ضمن برنامج "إلى الأمام". وينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع محافظة أربيل ومؤسسة "روانغا".

 

لم يكن العمل في أربيل سهلاً بالنسبة إلى هونر وعائلته، إذ تربطهم أواصر وثيقة واهتمام بالغ في بعضهم البعض، لكنه كان "يستحق العناء" وفق قوله. يكسب هونر حالياً دخلاً شهرياً ثابتاً قدره 1,000 دولار أميركي. "أحب عملي كثيراً لأنه يوفر لي الفرصة لتطوير مهاراتي وتأسيس شبكة علاقات. كلّ ما يتعلق بعملي ممتع ويغنيني بتجارب جديدة". إدارة الشركة سعيدة بأداء هونر كذلك، فهو "مجتهد ومتفانٍ".

 

أخبرنا هونر أن إحدى شقيقاته طالبة جامعية حالياً. "أهم أولوياتي الآن هو الأمان الوظيفي. يمكنني القيام بأي عمل لمساعدة عائلتي وبناء مستقبل لي. لكن توظيفي في إطار هذا المشروع تجربة غيّرت حياتي وحياة عائلتي، مادياً ونفسياً".

 

أطلق مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق" أواخر 2019. بحلول تموز (يوليو) 2020، دعم البرنامج 56 شركة لتوظيف 661 شخصاً في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة. من بين الموظفين الجدد، 92 شخصاً من اللاجئين السوريين و472 من المجتمعات المضيفة و97 من النازحين، وبينهم كذلك 221 امرأة.